مقترحات حول مشروع التجديد الحضري لمدينة الكفل

ملاحظات ومقترحات حول مشروع التجديد الحضري لمرقد الكفل (ع) والمنطقة المحيطة به

المهندس الاستشاري :- سامي عبد الحسين الكفلاوي

تولي وزارة البلديات والاشغال العامة اهتماما كبيرا بتطوير المدن القديمة في كثير من المحافظات ومنها مدينة الكفل الاثرية الذي يزيد عمر الاستيطان بها عن اربع الاف سنة اضافة لكون موقعها الجغرافي يقع عند مفترق طرق الحلة – كربلاء – النجف حيث يؤم المدينة ملايين الزائرين خاصة ايام الزيارات والمناسبات الدينية وكذلك طيلة ايام السنة فتضيق المدينة بالزائرين مما يتطلب النهوض بواقع المدينة فبذلك نقترح ان يكون اسم المشروع هو ((التجديد الحضري لمدينة الكفل )) و بهذه الحالة يكون المشروع اكثر شمولية .

قام باعداد الدراسة الخاصة بالمشروع المذكور المكتب الهندسي الاستشاري العالمي – الاردن , والمركز الاقليمي للتصاميم والانشاءات الهندسية - بغداد , حيث ضمت الدراسة مسوحات واستبيانات ميدانية متعددة وتوصلت الدراسة من خلال ذلك الى عدة مقترحات لبدائل التجديد الحضري وصولا الى البديل الامثل .

تدرج ادناه بعض المقترحات والملاحظات التي نرتاي الاخذ بها لضمان نجاح تنفيذ المشروع والنهوض بالتطوير والتجديد الحضري لمدينة الكفل بكل كفاءة ويسر وكما يأتي :

اولا:- المركز التاريخي للمدينة :- تمتاز مدينة الكفل الاثرية بالعناصر الاساسية المتمثلة بوجود المرقد والجامع والخانات والسوق والقصبة القديمة وهي نسيج معماري متضام تتخلله الازقة الضيقة والمتعرجة وهذه ميزة من مميزات المدينة العراقية القديمة ولاجل الحفاظ على خصوصية هذه المدينة نقترح ما يلي :-

أ‌- تحرير المباني التاريخية من التجاوزات وذلك بعمل منطقة محرمة حول المدينة الاثرية بمساحة لاتقل عن (500-1000) م باستثناء الجزء الجنوبي (شارع الكفل الرئيسي )ومن الممكن استغلال هذه المنطقة بساحات وقوف السيارات ومناطق خضراء خدمة للزوار الذين يزورون المدينة في كافة الاوقات من السنة .

ب‌- التصميم ينبغي ان يراعى خصوصية المشهد البصري للمدينة المشهورة عبر التاريخ والمتمثل بالقبة المخروطية والمنارة وان تكون ارتفاعات المباني المقترحة تراعي بشكل كامل لهذه الخصوصية وذات مقياس يتناسب مع هيكل المدينة العمراني .

ت‌- لا نرتأي ضرورة استحداث فضوات (فضاءات مكشوفة) ضمن القصبة القديمة وكذلك لا وجود ضرورة لمقترح انشاء جزء من سوق عند مدخل الجزء الجنوبي كونه يؤثر تأثيرا كبيرا على النسيج العماري للمدينة القديمة وكذلك يؤثر على خصوصية النسيج الاجتماعي لساكني القصبة القديمة مما يتسبب بنفور ساكنيها لهذا المقترح .

ث‌- النهوض بواقع الخدمات البنى التحتية من توصيلات المياه وانشاء المجاري الصحية والكهرباء وغيرها من الخدمات .

ثانيا :- التصميم يراعي خصوصية استخدام شارع الكفل الرئيسي باستخدام مختلط ذو تصميم متكامل في الجانبين يلبي متطلبات المدينة بكفاءة تناسب واقع التطوير وحسب محددات التصميم على ان يكون الاستخدام بالجزءالشمالي استخداما تجاريا ونقترح ان تكون المباني بهذا الاتجاه لا تتجاوز ارتفاع 6 امتار بدلا مما هو مثبت (8.5)م بالدراسة كون هذا الارتفاع يحجب المشهد البصري للمدينة ولا مانع ان تكون الواجهات المعمارية للمباني التجارية ذو الرواق ضمن العناصر المعمارية التي تمتاز بها المدينة التاريخية من عقود واعمدة تراثية على ان يشمل تطوير منطقة الاسواق الحالية في الجزء الغربي لمباني لا تزيد عن 6 امتار ارتفاعا.

ثالثا:- الحلول المرورية لتقاطع شارع الكفل الرئيسي مع الجسر اعتمد على اقامة تقاطع باشارات ضوئية مع الابقاء على العرض الحالي لشارع الكفل الرئيسي . فهذا كان حلا موفقا لواقع الحال وبذلك تكون خدمات الجسر وهذا التقاطع حلا مناسبا على اعتبار انه جسرا ثانويا بربط ضفتي المدينة .

لذا يتطلب انشاء جسر جديد يلبي حركة السير الى كل من المحافظات حلة – كربلاء – نجف ونقترح ان يكون مسار هذا الجسر من منطقة معامل الطابوق ويمر بمحاذاة المنطقة الشمالية للمدينة وبذلك يمكن الاستفادة من النمو العمراني بهذا الاتجاه بعيدا عن التأثير المباشر بخصوصية المدينة . للمدينة تجربة بالثمانينات في القرن الماضي عندما تبنت مديرية التخطيط العمراني انذاك خطة لتطوير المدينة باستحداث مناطق سكنية جديدة لمعالجة الزيادة السكانية كحي الحسين والعسكري والشرطة بعد ان تم استحداث مسار جديد لطريق حلة – نجف عند الجزء الجنوبي من مدينة الكفل والذي يعرف حاليا بالطريق السريع . فكانت تلك الخطة بحق اختيارا موفقا وناجحا ادى هذا الحل الى الحفاظ على خصوصية المدينة القديمة .

رابعا :- المنطقة الترفيهية السياحية :- نقترح ان تكون المنطقة الترفيهية السياحية (خارج حدود المدينة القديمة ) في منطقة المعامل الطابوق كونها منطقة مفتوحة وواسعة حيث من الممكن استغلال المناطق القريبة من البساتين وكذلك المنخفضات بعمل بحيرات ومسطحات مائية ومتنزهات وساحات وقوف السيارات وفنادق وكازينوهات وغيرها من الخدمات السياحية لتلبي خدمات الزوار الذين يأتون لزيارة المدينة الاثرية والمواقع الملحقة بها كمرقد زيد (ع) والصحابي رشيد الهجري (ع) وموقعي بورسبا وابراهيم الخليل (ع) . فتكون منطقة خدمات سياحية مركزية مفتوحة على كافة الطرق وهذا التوجه يشجع على اقامة مشاريع سياحية واقتصادية مشتركة بين مدن كربلاء والنجف والكوفة مما يجعل المدينة بحق مدينة استقطاب وجذب للزوار والسياح لقضاء فترة الاستراحة والسياحة الدينية والترفيهية يؤهلها لاستيعاب الاعداد الهائلة التي تؤم المدينة من الزائرين والسياح . وبذلك نحقق عدم اقحام مشاريع التطوير والتجديد بالقرب من المدينة القديمة وعدم التأثير على تماسك النسيج العمراني .

خامسا :- تحسين معايير البيئة السكنية في القصبة القديمة والحفاظ على الوظيفة السكنية بحيث يجري ازالة الوحدات الرديئة جدا واعادة بنائها من جديد وحسب المساحات الاصلية والتصميم التراثي المقترح .

سادسا:- عند اعداد المخطط الاساس الجديد المقترح ينبغي الاخذ بنظر الاعتبار اهمية المحاور المرورية التالية :-

- الاهتمام بالطريق الدائري الذي يحيط بالمدينة القديمة وربطه بالمحاور الرئيسية التي يمر بالمدينة .

- الاهتمام بالمحور المقترح بالفقرة ثالثا اعلاه الذي يمر شمال من منطقة معامل الطابوق والذي يستمر عند شمال المدينة القديمة باستحداث جسر حديث يعبر الفرات ثم يتفرع بالجانب الاخر الى طريق كفل – النجف وطريق كفل – كربلاء.

- الاهتمام بالمحور الذي يربط المنطقة السياحية المقترحة مع طريق مرقد زيد (ع).

- توسيع الطرق التي تربط مدينة الكفل وبالخصوص طريق حلة –كفل-كوفة وطريق كفل –قضاء الهندية واقامة منطقة خضراء على جانبي تلك الطرق وانشاء محطات استراحة سياحية في بعض من المناطق المهمة .